--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أما بعد ...أحبتي في الله ..
ماذا تغير فيكم خلال هذه المدة ؟ رمضان يعني تغييرات مستمرة ،
تغيير قلبي ، تغيير فكري ، تغيير في نظام الحياة ، تغيير مثمر يستمر بعد رمضان ،
هذا الذي أريده منكم ، رمضان ليس استراحة ، رمضان ليس طقوس تنتهي بانتهائه
بل سأكرر عليكم ولا أمل : الفائز هو الذي سيستمر ، لا الذي يحقق الأرقام
التعبدية القياسية ،
ثم ينام مرة أخرى طيلة العام .
لن نلدغ من هذا الجحر مرة أخرى ، كفانا تعبدًا على حسب أهوائنا ،
نحن نرضيه سبحانه لا نرضي أنفسنا .
نريد من رمضان هذا العام :
1- توبة شاملة كاملة ، نبدأ من جديد ، ما نجحنا
فيه نستثمره ، وما أخفقنا فيه نعالجه بحول الله تعالى وقوته
.
2- نريد تغيير نظرتنا للحياة ، نريد أن نُصبغ بصبغة
جديدة " صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً
وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ"
3- نريد تغيير التعبد لله بقلوبنا قبل جوارحنا "
شغَّل قلبك " هذا شعارنا في رمضان هذا العام .
أحبتي ...
إنني أدعوكم أن تتأملوا في كتب السيرة ،
أين قضى النبي صلى الله عليه وسلم 9 رمضانات عاشها منذ فرض الصيام ؟
أين كان ؟ ماذا كان يصنع ؟ هل تعطلت الحياة في رمضان للصيام والقيام
وتلاوة القرآن ؟ أ
م خرج للجهاد من العام الأول ، خرج في بدر في 17 رمضان ، فأول رمضان كان
في الجهاد ،
لم ينتظر حتى ينقضي رمضان ثم يفكر في الأمر ، لأننا نتصور أن رمضان شهر
الانفصال عن الحياة ،
لا رمضان يحتاج منا استغلال فرصته لتحسن الأداء العام ، وتغيير العادات
السلبية عندنا
والتفكير الدائم في الاستمرارية .
وأنا أسألكم : لماذا رمضان شهر في السنة ؟ لماذا لا يكون
شهرين أو ثلاثة ؟
لأنه ليس استراحة ، هو شاحن للعام ، ومعنى الشحن لا يعني أن ننكب على بعض
الطاعات فيه ، ونتركها بعد رمضان .
أحبتي ...
استعينوا بالله ولا تعجزوا ، والله لن يخيب ظننا
في الله ، وإن شاء الله سنتغير للأحسن ، سنعالج مشاكلنا الإيمانية ،
سنتقرب من رب البرية .
اشحنوا قلوبكم بالعبادات ذات الاثر :
1- زيدوا في أوراد الذكر والاستغفار خاصة .
قال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا أخطاء خطيئة نكتت
في قلبه نكته سوداء فإن هو نزع و استغفر و تاب صقل قلبه "
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
2- أصلحوا الفرائض بنية التقرب ، وزيدوا في النوافل بنية التحبب .
قال رب العزة في الحديث القدسي : " وما تقرب إليَّ عبدي
بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى
أحبه " [ رواه البخاري
]
3- أعملوا قلوبكم في كل شيء في الحياة تقومون بها :
في العمل ، في المطبخ ، في الحركة في الشارع ، في حال النشاط والفتور ،
في حال الاسترخاء والاجتهاد ، في معاملة الأهل والجيران وزملاء العمل ،
في معاملة الناس جميعا الذين تحتكون بهم